
ما يحدث فى غزة من أهوال يُعد نقطة فاصلة فى تاريخ الإنسانية، نعم هى لحظة فارقة كاشفة أزالت كل الأقنعة وأسقطت كل الشعارات ومحت كل ما كان يُقال عن المبادىء والقيم الإنسانية، ما يحدث فى غزة من قتل وتجويع وتدمير كان إختبار حقيقى للعالم أجمع بعربة و مسلمية، وللأسف سقط فيه الجميع سقوطأً مدوياً، سقوط يصحبة عار ومذلة وهوان لن يمحوة التاريخ.
وسيذكر التاريخ أنه فى عام ٢٠٢٥ وعلى مرآى ومسمع العالم أجمع تم تجويع ٢ مليون من البشر حتى الموت فى غزة، فى جريمة لم تحدث فى التاريخ ولم يجرؤ أى محتل فى التاريخ البشرى أن يفعلها ويستخدم سلاح التجويع حتى الموت، ولكن فعلها المجرم النازى الصهيونى النتن ياهو بدعم كامل من بلطجى العالم المجنون الأهوج ترامب، في ظل ضعف وخزي وعار عربى وإسلامى غير مسبوق.

والأسئلة التى تطرح نفسها فى ظل حالة التجويع حتى الموت فى غزة: هل تستطيع منظمات حقوق الأ
طفال أن تتحدث وتردد شعاراتها بعد ما يحدث أمامهم لأطفال غزة؟ وهل تستطيع مجالس و منظمات حقوق المرأة أن تعقد المؤتمرات عن حقوقها بعد ما يحدث لسيدات غزة من إذلال وتجويع وقتل؟ وهل تستطيع منظمة الصحة العالمية ان تتحدث عن أعمالها وتُصدر نشراتها وهي تشاهد إنهيار المنظومة الصحية كاملةً فى غزة ؟.
وهل تستطيع منظمات ما تُسمى نفسها بمنظمات حقوق الإنسان أن تواجه نفسها وتصدر توصياتها بعدما يحدث من أهوال وإنتهاكات على يد الصهاينة تجاه شعب غزة؟ وهل يستطيع أى عربي أو مسلم أن يتحدث عن إخوة فى الإسلام أو ما تسمى العروبة بعد كل هذا الصمت المخزى المشين المهين الذي يقترب من التواطؤ مع المحتل؟.
إختبار غزة أزال الستر عن الجميع وكشف سوءاتهم وأفقدنا الثقة في كل ما كان يُقال عن القيم والمبادىء والإنسانية وإحترام حقوق الإنسان والعدالة، وأقسم بالله العظيم أمام كل ما يحدث أمامنا ونشاهده من أهوال غير مسبوقة لأهلنا فى غزة وسط صمت مريب، أُحدث نفسى وأقول لها هل من الممكن أن يكون كل هذا حلما أو كابوسا وليس ح
قيقة وبعد أن ينتهى سأستيقط من هذا الحلم السخيف المذل.
ما يحدث ونراه من مشاهد في غزة لسقوط كبار السن من الجوع وهم يسيرون بحثاً عن رغيف خبز أو كيلو دقيق، ومشاهد الأطفال الذين أصبحوا جلداً على عظم وتفتك بهم أمراض سوء التغذية حتى الموت، ووقوف الأطفال أمام التكيات لساعات عديدة في ظل لهيب الشمس الحارقة للحصول على بعض المكرونه أو العدس، ومنهم من يعود بحسرة وكسرة دون أن يحصل على شىء، فى ظل عدم وجود أى مقومات للحياة البشرية لا ماء ولا كهرباء ولا بيت ولا مستشفى ولا علاج.
هذه مشاهد لا يصدقها عقل ونحن في القرن الحادي والعشرين، والسؤال الأخير الذى يطرح نفسة الأن إلى متى أيها العالم الجبان ؟ إلى متى يا دعاة الإنسانية وحقوق البشر ؟ إلى متى يا عرب؟ إلى متى يا مسلمين؟ إلى متى ستتركون ٢ مليون مواطن في غزة يموتونأمام أعينكم قتلاً أو تجويعاً؟






